من فرنسا منطلق الحملات الصليبية أطلق محمد هنيد حملته التضليلية الوظيفية بتحميله الشعوب العربية الثائرة مسئولية ما تعرضت له من قمع وجرائم حرب على يد النظام العربي الوظيفي المستبد بحجة أن الحاكم العربي والنخب الموالية له (جاءت من رحم هذه الشعوب اللعينة) على حد وصف هنيد!
إن الحاكم العربي والنخب المتغربة لم يخرجوا من رحم الشعوب بل خرجوا من رحم الحملة الصليبية البريطانية الفرنسية على الخلافة العثمانية ومن جامعاتها الاستشراقية كهارفارد وأكسفورد والسوربون!
وغيب هنيد تماما في تضليله الوظيفي ليس في تغريداته هذه فقط بل وفي مقالاته التحليلية الدور الحقيقي للقوى الغربية الصليبية أمريكا وبريطانيا وفرنسا في مواجهة ثورات الربيع العربي، فهي التي تقف خلف كل ما قام به النظام العربي من قمع وجرائم بحق الشعوب، فهذا هو دور النظام العربي الذي أنشئ من أجله بعد اتفاقية سايكس بيكو ١٩١٦ التي شكلت الحدود ومؤتمر القاهرة ١٩٢١ الذي كون فيه تشرشل ورجاله هذا النظام العربي ومنظومته الوظيفية.
إن أي تغييب لدور قوى النظام الدولي في العالم العربي وهيمنتها عليه لهو تضليل صريح لكن هنيد جاء بما لم يأت به أحد من قبل وبروح شعوبية مضللة تشكلت في باريس وجعل من الثورة نفسها دليلا قاطعا على توحش المجتمعات العربية!
إن ثورة الربيع العربي قامت بها الشعوب العربية -التي خونها هنيد ولعنها- واختطفها واحتوتها المنظومة الوظيفية من جماعات ونخب صدرها العالم -الذي لا يراه هنيد عدو للأمة- واعترف بها العالم كممثل للثورة!
إن المسئولية التي تتحملها الشعوب حقا هو أنها وثقت بهذه الجماعات والنخب الوظيفية وظنت بأنها منها لكنها اكتشفت أن قرارها في واشنطن ولندن وباريس!
إن الأمة ستنتصر عندما تواجه العدو الحقيقي وتُلحق أدواته ومنظومته الوظيفية به والتي خفية في العالم العربي وانكشفت في تركيا!
﴿وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ ۚ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ﴾
الأحد ١٩ شعبان ١٤٤٤هـ
١٢ مارس ٢٠٢٣م
اترك تعليقًا